الأستاذ حسن ساباز: أموال الخليج تساند شريك الإبادة الجماعية

استنكر الأستاذ حسن ساباز نهب ترامب لتريليونات الدولارات من العرب وتواطؤ الأنظمة مع الإبادة في غزة، في محاولة لخداع شعوبهم بأنهم أبعدوا دولة الاحتلال عن واشنطن بهذه الأموال.
كتب الأستاذ حسن ساباز مقالاً جاء فيه:
زار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشرق الأوسط، وبكلمات منمّقة وتصريحات براقة، استطاع أن يفرض شروطه بقوة ويستحوذ على ما يريد، ثم عاد إلى بلاده محمّلاً بالأموال.
لم تكن الزيارة عابرة ولا عادية، بل كانت مليئة بأرقام خيالية، حيث لم يُتداول خلالها الحديث عن ملايين أو مليارات، بل عن تريليونات الدولارات، في جولة وُصفت بأنها ناجحة للغاية من منظور الإمبريالية العالمية.
الكاتب العربي المعروف عبد الباري عطوان علّق على ذلك بالقول: "ترامب جاء إلى المنطقة لينهب أكبر قدر ممكن من التريليونات، في محاولة لوقف الانهيار الاقتصادي في بلاده وتقليص الدين العام الذي تجاوز 42 تريليون دولار".
ولم يتردد لحظة في أن يخبر محاوريه العرب، وبكل وضوح، أن موقفه من غزة لم ولن يتغير.
وإدراكًا من مراكز التأثير الإعلامي في المنظومة الإمبريالية أن هذه الصورة ستُواجَه بغضب في الشارع العربي والإسلامي، وأنها ستُخلّد في الذاكرة كرمز للمهانة والخضوع وتفريط الحكّام في ثروات شعوبهم، سارعت إلى ترويج سردية مغايرة، تزعم أن ترامب قد بدأ يبتعد عن السياسات الإسرائيلية، بل وصوّرت بعض الملوك والأمراء وكأنهم حققوا نصرًا سياسيًا عليه، حتى الإعلام الصهيوني روّج لروايات مثل: "الطريق إلى واشنطن بات يمر من الرياض والدوحة وأبو ظبي وأنقرة".
لكن الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها أن ما يجري في غزة هو إبادة جماعية موثّقة، والجميع بات يدرك أن الولايات المتحدة هي الشريك الأكبر في هذه الجريمة، وعلى الرغم من امتلاك الكيان الصهيوني لترسانة عسكرية ضخمة ودعم مالي هائل، إلا أن الأحداث خلال الثمانية عشر شهرًا الماضية أثبتت أن إسرائيل لا تستطيع الاستمرار في عدوانها من دون دعم أمريكي مباشر، فمعظم القنابل التي دمرت المستشفيات وقتلت آلاف النساء والأطفال أمريكية الصنع، وهذا بحد ذاته أكبر دليل على شراكة واشنطن في الإبادة.
ويبدو أن بعض الأنظمة تعتقد أن بإمكانها خداع الشعوب ببضع أخبار مدفوعة، لإقناعها بأنها نجحت في كبح جماح آلة القتل الأمريكية، لكن الحقيقة أن ترامب، وبعد أن عقد صفقات بمئات المليارات، أرسل فور عودته شحنات ضخمة من السلاح إلى إسرائيل، لتواصل مجازرها في غزة.
وسواء تم ذلك عن قصد أو غفلة، فإن عدد المتورطين في هذه الجريمة يتزايد.
وقد أثاروا ضجة عندما قدّموا 20 مليون دولار كدعم للحكومة السورية الجديدة، فلو أن التريليونات التي أغدقوها على ترامب ساهمت حقًا في وقف الإبادة، لربما قال البعض: "لقد بذلوا أقصى ما في وسعهم، وأقنعوا ترامب بالمال". وكان من الممكن تبرير هذا الإنفاق المهين من أجل إنقاذ غزة.
لكن ما حدث هو العكس تمامًا؛ فبعد مغادرة ترامب بيوم واحد فقط، شنت القوات الصهيونية هجمات شرسة على كل مظاهر الحياة في غزة، أحرقت خيام اللاجئين، وقصفت المستشفيات المنهكة، وخلال ثلاثة أيام فقط سقط مئات الشهداء ووقع عدد لا يُحصى من الجرحى.
من جهة، يصرّح نتنياهو بالسماح بدخول الغذاء، ومن جهة أخرى، يقصف كل مكان ينبض بالحياة، وإن توقفت الهجمات لبضع ساعات فقط، يسارع المطبّلون إلى القول: "الضغط على إسرائيل بدأ يؤتي ثماره بفضل الأموال التي دُفعت لترامب"، في محاولة بائسة لخداع الرأي العام.
ومع كل ذلك، تواصل غزة صمودها، وتكشف الأقنعة، وتعلّم العالم دروسًا في الكرامة والعزّة ومعنى الشرف الحقيقي. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
سلط الأستاذ يحيى أوراش على أهمية الشباب الذين يشكلون نواة المستقبل ونهضة الأمة، وبيّن أن قيمتهم تُصاغ بالإيمان والهوية والوعي، لا بتقليد الغرب والانفصال عن الجذور.
يُبيّن الأستاذ محمد إشين أن النظام الظالم اليوم، المتمثل في النظام الأمريكي وداعميه الماليين والعلميين والتكنولوجيين، هو تجسيد لنظام فرعون القديم، محذرًا من استمرار دعم الأنظمة الظالمة التي تقمع الشعوب وتدعم المجازر، ومؤكدًا أن سقوط هذه الأنظمة قادم لا محالة كما حدث في التاريخ.
يسلط الأستاذ محمد كوكطاش الضوء على سقوط الأقنعة، ويُدين الاصطفاف العلني إلى جانب مجرم الحرب ترامب، محذرًا من تواطؤ لم يعد يقتصر على الصمت، بل تعدّاه إلى تمويل الإبادة ومساندة القتلة.